حكايتي مع برّارج

¤

¤

مَلِّي لَعْقَل احْفى و بَدَّى يخَرَّفْ

ما لكْيتْ جْواب بَِيهْ نَتصَرَّفْ

ضْلام عْلِيَ الليلْ و أنا لَطْريكي مْتَلََّفْ

رْميتْ راسي ل السْما وَ بْقيتْ مْطَرَّفْ

بانْ لي بَرارج فُوك الصفصاف

طاوي اجْناحُو و حَاضي لَطْرافْ

لُوكانْ م َشي زينْ لْوانُو مَ يَتْشافْ

وَخا مَنْقارُو طْويلْ و جْناحُو نْضافْ

كْحَلْ و بْيَضْ زينْ الطيورَة مَ يَتْعافْ

مَلِّي كُنْت نَعْرَف برارج كْريمْ أُو مَضْيافْ

يَبْغي الحَقْ و عْلى حْياتُو مَ يَتْخافْ

دارْ مْعاهْ كْلامْ مَ فيهْ خْديعَة

نْقي صافِي مَ شِينْ الطْبيعَة

كلْتْ لُو يا برراج اللِّيلْ غْوانِي

ما صَبْت طْريك ترَدْني لَخْوانيِ

و انْتَ بْعيدْ ف لَعْلى مْهَنِّي وْ هَانِي

م َشيِ مُولَى طْبايَعْ أُو زَهْوانِي

وَا شْ مَنْ خْبَرْ عْلَى اليَعْقُوبِي وْ بَاكُورَة

والقُرْطاسْ الِّلي هْجَمْ عْلَى بَرْكانْ المَغْدورَة

هُوَ احْنَى راسُو وَجَّدْ المَنْقارْ

أَنا رْخِيتْ وَذْنيِ نسَجَّلْ لَخْبارْ

لَقْلَقْ هَضْراتْ رَفْرَفْ أُو طارْ

وَ أَنا عَقْلِي تْوَدَّرْ أُو حارْ

واشْ مَنْ سَرْ يْكُونْ ليهْ سْبابْ

نَوَّضْ فيهْ حَجْلَة و ضْحى غْرابْ

صَبْ عْلِيَ ضْلمْ دْخَلْ ف حْشايَا

عَمَّرْ قَلْبي و نْسِيتْ الدنْيا و هَمْ عْشايَا

و بْقيتْ مْرابطْ جَنْب الصَّفْصافَة

بَالِي ف بَرارج و ضْلُوعِي قَفْقَاَفة

خَفْتْ يَغْضَب أُو يَهْجَرْ لَمْدِيَنة

يَنْجَى ب كْلامْ عَنْدي مَكْوي ب لَغْبينَة

فَجَّرْ الحَالْ ف رَاسْ الزَّاوْيَة

بانْ لِي بَرَّارج ب جْناحُو الضَّاوْيَة

حَاَلفْ يَوْطَى على لَجْراحْ الكَاوْيَة

مَلِّي كُنْت نَعْرَفْ برارج كْريمْ أُو مَضْيافْ

يَبْغِي الحَقْ وعْلى حْياتُو مَ يَتْخافْ

رْغَبْتُو يْقَوِّي الخَاطَرْ

و يسَمَّعْني كْلامْ شَاطَر

خرَّجْ لْسانو على المَنقار

افْتَحْ رايُو على لَخْبارْ

عَزَّى المْدينَة و الدوار

أُو كالي

اجْمَعْ الكْلامْ و رْبَط لَحْزام

عامْ عامْ

عَرْجَت الدَّنْيا و افْسَدْ لَحْكامْ

و الصَّمْت المَذْلولْ اغْري لَبْكامْ

افْطَنْ الطَّالَبْ و اغْزَلْ لَكْلامْ

راس الكادَح مَلْوي فيد الحَجامْ

اسْمَعْ لي يَا السَّامَعْ

اسْمَعْ لي يَا السَّامَعْ

انْتيا إنْسَانْ وَانَايَا طِيرْ

فُوقْ الصَّفْصَافْ والجْوَامَعْ

نَحْضِي الجْنَازَة و رَقْصْ البَنْديرْ

عِبادْ اللهْ ناسْيانِي

وَانَا عَايَشْ ما يَنْقصْني خِيرْ

نْجيبْ عْشَايَا ف المْسَى

ف الوْسادَة ما نَرْقْدْ ب شْخِير

اسْمَعْ لي يَا السَّامَعْ

هذي هضرة مصاوبة بالميزان

الحكرة فيها طْبايعْ

وسْيوفْها ماضْيَة ب العَدْيان

ف ذاكْ اليومْ آ وْليدِي

هاجْ الحَلُّوفْ ف ظْلامْ الليلْ

اطْحَنْ الفولْ و الجْنايَنْ

و احْفَر لَقْبورْة لَخْيارْ الجِّيلْ

الناسْ قْلوبْها تْوَدِّي

تَقْبَلْ القَسْمَة و تَرْضى ب قْليلْ

الطيرْ بْحالي مْبَرْدِي

عْيونو حَية عْلى طولْ الليل

برارج يا الطير الولهان

بَراراج يَا الطايَرْ

بَرارجْ يَا الطِّيرْ الوَلْهان

جَلْت البُلْدانْ هاجَرْ

لْقيتْ المَرْعَى مْوَاتيَة في بَرْكانْ

ف حْياتَكْ مَاضِي تْخاطَرْ

هَذِي بَلْدَة لْكيتْ فيِها لَمانْ

عَنْد الوَالِي بْنيِتْ عَشَّكْ

جَرْ الصَّفْصافْ غِير سَبَّة و مْكانْ

لَبْنِي عَمَّكْ ما تْعاشَرْ

وْحيدْ اُو مَكْوِي ب غُرْبَة لَوْطانْ

فيِ مَحَّنْتَكْ راكْ سَاَترْ

دْمُوعْ الغُرْبَة تْعَذَّبْ لَجْفانْ

ف لَحْصيدَة تضَلْ ناقَرْ

تَنْقَذْ العَشْبَة ب سَمْ الدِّيدانْ

ف الَّليلْ تْباتْ سَاهَرْ

تَحْضي لَمْدينَة ب قَهْر الطغْيانْ

بَرارجْ يا الحَاكِي

الله الله يَا بَرارجْ

عْلَى حَالَكْ راهْ كلْبي مَقْناطْ

كُل نْهارْ راكْ خَارَجْ

تَشْهَدْ عْلى الحُكرَة و قَهْر الزَّلاطْ

العَشْرَة عامْرَة سْوارَجْ

ب هْمومْها عايْشَة ف الصِّراطْ

قُيَّادْها ب التْعارَجْ

نْساوْ العَشْرَة و جَابو مَشْراطْ

خيرْنا ف البَّارَجْ

مْشَى ب الجَّمْلَة و جَا بَالتَّقْساطْ

البَاقِي مَعْفونْ خامَج

و الغَاديِ صَنْدوقُو بْزيِنْ التَّكْماطْ

بَرارجْ ي الحَاكِي

احْكي لِيَ ما جْرى ف الدّوَّارْ

ازْهَرْ المَحْكومْ بَاكِي

وازْهَرْ المَحْظوظْ يزهى نوار

الكادح ب ذْراعُو يْكابَرْ

ب كَثرَة هْمومو يَهْجَرْ لَمْكانْ

الْمَضْني مَكْوي و صَاَبَرْ

ف مْصيرْ اوْلادُو و رَاهُو حَيْرانْ

الضَّالَمْ طاغيِ و داصَرْ

ب عَرْق العُمَّالْ وَشْحالْ سْمانْ

الدنْيا فيِها مْعابَرْ

فيها لَمْغَطِّي و شَلاَّ عَرْيانْ

واحَدْ ماضي يْغامَرْ

بْلَفْلُوكَة لْكى ف البحَرْ طرْقانْ

ب لَغْبينَة راهْ عامَرْ

قْصَدْ الغُرْبَة يْدَّورْ لَمَانْ

بَرَّارجْ يَا الشَّاهَدْ

بَرَّارجْ يَا الشَّاهَدْ

اشْهَدْ ب غْرامِي و عَشْق المَغْلوبْ

اشْهَدْ ب حْياتِي المَرَّة

و اكْتَبْ مْحانِي فْذاكْ المَكْتوبْ

العَشْق العَذْري النَّاضِي

يْجيبْ الهَضْرَة و كَثْرَة لَقْوالْ

و العَشْق العاصِي المْخْزي

عايَشْ مْهَنِّي و كَثْرَة لَمْوالْ

كَالُو ليِ يَا الغَافَلْ

احْضيِ راسَكْ لا تنَظَّمْ لَقْوالْ

السَّاكَتْ يْنالْ ياسَرْ

الثَّايَرْ دِيمَا مَنْقوصْ الحَالْ

رْفَاقَكْ مْشاوْ رَاحُو

و انْتَيَا مَا زَالْ مَكْوي ب غْلالْ

فِيهُمْ الِّلي رْمَى سْلاحُو

احْنَى رَاسُوا كيِ الذِّيبْ المَذْلالْ

فيهُمْ اللِّي جَابْ رَاسُو

كَثَّرْ ب الدَّوْلَة وَشْحَالْ خْوَالْ

انْتَيا مَغْشِي وغَافَلْ

شْدَقْ الخُبْزَة اتْجيِبو ب احْلالْ

وَشْحالْ مَّا كُنْت فَاطَنْ

رَاسِي خَاوي و عَقْلي مَسْكونْ

لَبْدَى مَضْني و شَاطَنْ

نَهْضر وَحْدي كِيفْ المَجْنونْ

نَكْتَبْ و نْزيدْ نَقْرَى

و اكْلامِي ما يَغْوي لَجْيالْ

الكْلام المَكْوي ب جَمْرَة

ف الدَّنْيا مَا يْحَقَّق مُحالْ

فَكَّرْت فقَلْ صَبْرِي

كُلْتْ وْقِيلَة عَقْلي وهْبالْ

دْماغِي راهْ شَاطَنْ

تلَزْمو ا فَكرَة تكطَّع لَحْبالْ

اهوال الغربة

انْهارْ طْوالو هْوالي

ارْكبتْ الغرْبَة نزَيَّن لِيَّامْ

لَبْحَر عَمرو قْصيرَة

و باري عَمْرو يشَيَّبْ لَحْمامْ

ف الفْجَرْ نكون فايَق

ف العْشِيَّة ما نَبْغِي تَسْوالْ

اعْضامي غَابْنَني

مهلوكة بضنك القُضْبانْ

اطْفالي يَرْجَاو فُرْجَة

لَعْب اُو خرْجَة لْزينَة لَجْنانْ

و انايا مَرْخِي ب الَعْيا

نرْجى لوسادة تْكَمَّدْ لَمْحانْ

ف الوْسادَة تْبانْ هَضْرَة

نْديرْ مْزِيَة و نَبْني مَشْروعْ

نْعَشِّي نَبْنِي الفَكْرَة

نَنجىَ بالزَّلْط او قَهْر الجُّوعْ

لَمْرَة تَرْجَى لْكاهَا

هِيَ مَغْبونَة و تَطْلَب لَهْوَانْ

نَرْمِي راسي حْذاها

تَجْبَدْ هَمْ الدَّنيا و كَثْرَة لَعْيالْ

آ شافُوني دَرْت لُوطُو

كالو ذُو مال خَافِي لَمْوالْ

ف هَمِّي زادو يْصوطُو

طْوالْ عْذابي و اصْعابْ الحَالْ

يا مَحنْتي طاوْعِني

يا مَحنْتي طاوْعِني

و غَرْمي لي عْلى ذاكْ الجيلْ

طَلْعي ب هْمومْ كلْبي

و عَصْري بيها مَوْزونْ سْليلْ

الَغََْْرابْ اللِّي خْلى صْوابي

نْكصْ جْناحُو و يَصْبَحْ ذْليلْ

نْعيشْ أَنا مْعا حْبابي

ف حْجْر لَمِّيمَة و عَشْرَة لَخْليلْ

رَبيتْ الكبْدَة الحُرَّة

ف ذيكْ الرَّحْبَة ف ذاكْ الزيتونْ

عَشَّاتْ امْحاني ف غَرْبَة

مَطْلِيَة ب عْذابْ اكْحَلْ اللُّون

غُلْبي يانا فاضْ كلْبي

مَ لْكيتْ عْشير نْوَلي ليهْ

كلْبي ب النَّار يَكدي

و غْزالي ب الشوقْ حَالُو عينيهْ

لَمْصيرْ اللي بْغيتو

لْكاني ب الهولْ مَفتونْ الحالْ

العشيقْ اللّي رْضيتو

لكاني ب الغلْب مَخطوفْ البالْ

¤

© يوسف الطاهري