...
أمّا المحاولات التي توصف بأنّها تطويرللأغاني الشعبية فليست أكثر من محاولات لإيجاد شكل جديد يمكن أن يلقى رواجاً بين جمهور الأغنية في المدينة، الذي أُتخم فترةً طويلة بالبكاء و النواح على الحبيب، الذي هجر و لم يعد، أو على النفس، لما أصابها من حزن و كدر، لغيبة الحبيب الغادر، و ما إلى ذلك . و من ثمّ فقد كانت الحياة في حاجة إلى شكل جديد، لا يتغنّى بهذه العواطف، التي لم تعد تؤثر في نفوس الناس، الذين يستمعون إليها، لكثرة ما ألحّ المؤلفون و المغنّون عليها، و كان أن عثروا على كنز لا صاحب له، هو الأغاني الشعبية، يمكن أن ينهلوا منه، دونما حساب من أحد، فاتجهوا إليه و أخذوا منه ما شاءوا، دون أن يلتفتوا إلى ما يجب أن يُؤخذ و ما يجب أن يُترك؛ فقد كان كلّ ما يهمّهم هو أن يكون اللحن رشيقاً، خفيفاً على الأذن، و ما عليهم إلاّ أن يزيدوا من رشاقته و خفّته، بما أُتيح لهم من إمكانيات لا تتوفر في المجتمعات الشعبية، ثمّ يقدمونه للجمهور، ولا يهمّ حينئذ أن يكون الكلام مبتذلاً أو مسفّاً
الأغنية الشعبية
ص : 22
الهيئة المصرية العامة للتأليف و النشر
المكتبة الثقافية
ع : 254
دسمبر 1970
...
للقراءة و التأمّل
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire