12/08/2012

كلمة الخلاّدي في حفل توقيع ديوان الحاسي

باسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السلام على الحضور الكرام
أمّا بعد :
فقبل قراءة شيء من الحاسي، تقبّلوا شكري الجزيل لتلبيتكم الدعوة لحضور هذا الحفل الثقافي الجميل. ولا يفوتني أن أخصّ بالشكر جمعية أبركان للثقافة والتراث، التي زيّنت ليالينا الرمضانيّة بما نظّمته من أنشطة ثقافيّة. كما أشكر المسؤولين عن المركز الاجتماعي للقرب، الذي يحتضن حفلنا هذا، وأرجو أن تستمرّ هذه القاعة الجميلة بالخير والجمال عامرة. والشكر موصول أيضاً إلى كل من يسهم، بهذا القدر أو ذاك، في إنجاح أيّ نشاط ثقافيّ جاد، في بركاننا الغالية. كما أشكر الشاعر الحسن رزوقي مسيّر هذا الحفل، والصديق حسن عزيماني، الذي ناب عن الصديق عبد المالك المومني المتغيّب قسراً، الحاضر في قلوبنا دوماً، الأديب الأريب، الهيمان بالعين الوسنى، الطافح دماثة وطيبوبة، رعاه الباري عزّ وجلّ. وأشكر صديقيّ الغاليين الأستاذين الباحثين المقتدرين : ميمون راكَب، الميدانيّ الشغوف بعوالم القصيدة البدويّة، والمقيَّض لخدمتها. ومحمد رحّو الذي أرجو له التوفيق في مجال بحثه، أعني النقد الأدبي والببليوغرافيا. كما أشكر فنّاننا الرقيق الأستاذ عبد الحفيظ الخلّوفي، الذي إذا عانق الآلة النبيلة لم يعزف على أوتارها إلاّ رائعات التقاسيم. والشكر أيضاً موصول إلى كوميديّنا فريد كومار على تذكاراته الرمزية التي لها في النفوس وقع عظيم. ولا بدّ من التفاتة لشكر مصمّم أفيشات  جمعية أبركان للثقافة والتراث، وموّثق الأنشطة الثقافية الأبركانيّة توثيقاً فوتوغرافيّاً لا يخلو من فنية : الصديق حميد عوّاج. وشكراً للأصدقاء الفايسبوكيّين، وشباب الإعلام الإلكتروني على مجهوداتهم المبذولة دعماً للحراك الثقافيّ المحليّ. وشكراً للأعزّاء من وجدة التي في بالنا، وبخاصة خلاّن المقهى الأدبية ذات الاسم اللذيذ ذي الوقع الجميل : لاميرابيل؛ وأقول لهم : قد أثلجتم صدري يا كرام. وشكراً لفارسين من فرسان القصيدة البدوية : بوعلام عبّاسي، ويحيى حرمل، الحاضرين معنا من وجدة أيضاً. وشكراً للصحاب الأعزّاء جميعهم، وللحضور الأفاضل كلّهم، الذين إذا غابوا أصبح الاحتفاء باهتاً، من المعنى خالياً. ومعذرة لمن يستحقّ الشكر وسهوت عن شكره.

أمّا كتابة الشعر، أعزّكم الله، فكحفر الآبار، أو المتح منها، أو كاللهو جنبها ...<< والكلام صلف تيّاه، لا يستجيب لكلّ إنسان، ولا يصحب كلّ لسان  >> ، وقد وجّه الكلامَ الرسّام ديجا للأديب ملارميه قائلاً : << إنّ حرفتكم حرفة مضنية، أنا لا أستطيع أن أقول ما أريد ولو كنت ممتلئاً بالأفكار<<
فأجابه ملارميه :
>> عزيزي ديجا، إنّنا لا نصنع من الأفكار شعراً، بل من الكلمات>> ... وأضيف إلى كلام الأديب <<وكلّها وحروفُه<<
وختاماً أرجو أن تجدوا في كلمات <<الحاسي>> متعة ما.

وشكراً لكم من الأعماق.

جمال الخلاّدي

بركان : 11 غشت 2012


Aucun commentaire: