17/07/2011

ما قبل الإنشاد

تقديم ديوان : ريحة لبلاد خضرا

ريحة لبلاد خضرا

في البدء كانت " خضرا الرﮔادة" مكاناً فزماناً... ثم صارت حكاية فأنشودة
...
وليس بين الحكاية والأنشودة، في نظر الراوي المنشد،  بون كبير
...
وما كان قاصّاً.. وما كان شاعراً قوّالاً
...
ولكن كان لخضرا ماء ... ولجوها شذا
...
تخلق برحمها، وروِيَ من نبعها، فتشرَّب أسرارها المترعة بالحكايا، فما انفك حياته يرويها
...
خطر له يوماً أن يرويها وجوداً و وجداناً، فكانت الحكاية الرواية : الجناح الهيمان بنبع رﮔادة الوسنان
وما روى... ولا ارتوى

...
عاود الحكي فألفى نفسه منشدا… فكانت ريحة لبلاد خضرا
...
وكان حكيه عبارة عن "ﮔـول" أو"لْغا".و"اللغا" من اللغو… ففيه من القصور ما في كل لغو ولغة …ولغوه هذا أشبه بلقلقة لقلاق"بلدي" ، أو زقزقة خطاف دوري أسمر ذي سريرة بيضاء...وليس في لقلقة اللقلاق أو زقزقة الخطاف ما يطرب سامعاً إلا من كان ألف هذين الطائرين في داره أو محيطه... ويعلم أهله وبعض صحبه مكانهما من نفسه
و"ريحة لبلاد"- مثل أختها "الجناح الهيمان"- لمحات من رؤى مهومة سنحت للخاطر حكاية مغناة أو أهزوجة محكية سمحت بها نفس مشبوبة شُّغفت بحورية ماء..وكلما حل بباحتها الخضراء الريا حيناً، والماحلة الظمآى أحياناً أخرى،أسلم نفسه لحضرتها ،فما تزال تنفحه من أطاييبها في الخصب والجدب، حتى ترحل به لأحوال أسمى وأسنى، وتعرج به لمقامات أرقى وأنقى هي لروحه المشوق الغاية والمنتهى

...
غناها بلغة عامية فصيحة ربما ينصرف عنها بعضهم بدعوى أنها ليست لغة للزجل... وهذا أسلوبه لا يملك له دفعاً... وحديثاً قالوا:  الأسلوب هو الرجل
وسينكرها عليه بعض ممن لا يعرفون عنه غير جده.. وقد أدلى في ثناياها بعذره

...
وقد يراها آخرون ممهورة باسمه فيقولون: متصاب بهلول، وحديثه عن العين النعسانة مكرور مملول...ولم يصنع بعدُ شيئا
وهو يقول
للرواة الحكايا الكثيرة، وللشعراء الدواوين العديدة، و"خضرا" حكايتي وروايتي. و"خضرا" عين "نظمي" و ديواني
...
شيء خُصصت به من بينهم وحدي
...
 وأنا سعيد أن رأت "ريحة لبلاد" النور في كتاب بفضل الله تعالى الملهم، فله الحمد والشكر أوّلاً و آخراً، ثم بتشجيع أسرتي التي فسحت صدرها لخضرا النضرة التي أضحى وجودها حاجة حيوية يشيع بيننا دفئاً ودعابة نزجي بها أويقات نختلسها في غفلة من الزمن الفالت
...
ولن أنسى أصدقاء أدباء وفنانين مبدعين محبين كراماً محضوا الود ونصحوا
...
منهم من قدح زناد الحنين والذكرى أثناء لقاء عابر،أو بكلمة أو صورة عبر الهاتف أو النِّت
...
ومنهم من انتقد بصدق لغة النص واقترح لفظة أو عبارة
ومنهم من عرض خطّاً أو رسماً أو شكلاً أو لوناً
...
وقد أخذت منهم جميعاً، فلهم صادق شكري وعرفاني، وإليهم جميعاً أهدي أزكى ما لدي يهدى : عطر خضرا

© عبد المالك المومني



عبد المالك المومني موقعاً روايته
 الجناح الهيمان بنبع ركَادة الوسنان
الصادرة عن دار عكاظ بالرباط، سنة 1996
© Yamal

5 commentaires:

Jamal Elkhalladi جمال الخلاّدي a dit…

هنيئاً للصديق الشاعرعبد المالك المومني على صدور ديوانه مؤخراً من الرباط، و شكراً له على الإذن بالنشر ... و له منّي أحرّ التحيات

عبد المالك المومني a dit…

شكرا لجمال لهذا الاحتفاء..واعترافا بالجميل أقول لقد كانت مدونة حاسي ميللي ومدونة زجليات محتضنتا ريحة لبلاد نصوصا قبل أن تصير ديوانا في كتاب بل ساهمتا في إبداعها بما كانت تستثيره صورهما البديعةفي نفسي من حنين وما كانت تتيحان لي من مراجعات وتنقيح وزيادة حتى استوت على الشكل والجوهر اللذين خرجت به إلى الوجود..وجمال لا يحتاج لإذن للنشر فقد بعثت إليه بنص ريحة لبلاد منذ أكثر من سنة..وحاسي ميللي وزجليات هما مدونتاي في حين قصرت همتي وبعض كسل طبيعي من أن اأخط مدونة خاصة لي والشكر أيضا لمدونة حصاد السنين لسي عبد الكريم التي احتضنت كثيرا من نصوصي..والشكر أيضا للشاب خالد أنس الذي أخذ يتلهف على نصوصي ويحرص على أن بسجلها مقرونة بلمسات فنية تنم عن حس وذوق مهذبين رقيقين.وشكري أخيرا وكل ما أرجوه من ربي أن تنال ريحةلبلاد رضى كل متلق لها وحمدا لله وشكرا على منّه وتوفيقه.

Jamal Elkhalladi جمال الخلاّدي a dit…

العفو! ... و ستظلّ مدوّنتا الحاسي و الزجليات مزدانتين بنصوصك الجميلة و تعاليقك الرقيقة ... و أغتنم هذه الفرصة لأستحضر الصديق فوضيل الذي أهدانا نصوصاً بفرنسية رائعة ... فله الشكر و التحية و التقدير ... كما أجدّد لك، أخي عبد المالك، تحياتي الحارة ...كما أشكر المبدعين الذين يغنون مدوّنة زجليات الحادي و العشرين بنصوصهم ... و الشكر موصول أيضاً للزائرات الفاضلات و الزوار الكرام

عبد المالك المومني a dit…

أينك يا فوضيل افتقدناك يا صديق

Anonyme a dit…

هنيئا للأديب المتألق والشاعر الجميل أستاذنا العزيز الدكتور عبد المالك المومني
أ.اليعقوبي